ترويج التعليم الشامل في ظل ظروف معقدة
عندما حققت حياة العشموري معدل 93.57 % في امتحان مستوى القراءة، وحصلت على المركز السابع على مستوى البلاد كاملة، اعتبر هذا المعدل إنجازاً خارقاً لأنها كفيفة.
وعلى الرغم من هذا المعدل المميز إلا أن وجه حياة غاب عن التغطية الإعلامية لاحتفالات الطلبة المتفوقين على مستوى البلاد بتخرجهم. ويعود السبب في هذا الغياب إلى عدم السماح للطلبة المكفوفين بدراسة الرياضيات، لذلك فلم تجد طريقها إلى قائمة المتفوقين.
تقول حياة "يجب أن تدمجنا الوزارة مع الطلبة الآخرين، فنحن ندرس المنهاج ذاته، كيف يعقل ألا نحصل على المراكز الأولى بينما هم يحصلون عليها؟"
لقد بدأ الإحباط الذي تشعر به هي وغيرها من الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة قد بدأ يجد آذاناً صاغية في اليمن اليوم، وذلك في بلد يقع ضمن المراكز الدنيا في سلم التنمية في الشرق الأوسط إذ لا يزيد دخل الفرد السنوي كثيراً عن 1100دولار.
رفع الوعي حول غياب العدالة
تقوم حركة شعبية تنادي بالتغيير بالجمع بين التزام وخبرات المختصين اليمنيين من جهة والخبرة والتمويل المقدمين من المجلس الثقافي البريطاني من جهة أخرى.
وتروج الحركة لرسالة التعليم الشامل للجميع في أوساط آلاف المعلمين والطلبة في كافة أنحاء البلاد.
التخطيط المهني والاستراتيجي
تقدّر خبيرة الاحتياجات التعليمية الخاصة من ميناء عدن الجنوبي فاطمة محمد ناصر كثيراً مساهمة المجلس الثقافي البريطاني، إذ تعتبر "أنهم محترفون ولديهم القدرة على التخطيط الاستراتيجي. إنهم يعلموننا الرؤية، وكيف نشرحها وكيف نخطط للمستقبل".
وتتولى فاطمة مسؤولية تلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة في أحد أقاليم اليمن الإدارية. وقد تم دعمها هي وخمسة من زملائها من خلال برنامج تدريبي لربط الصفوف الدراسية، حيث يستفيد هذا البرنامج التدريبي من خبرة المملكة المتحدة التي تعد رائدة على مستوى العالم في مجال التعليم الشامل للجميع.
ونظراً لظروف اليمن الأمنية الحرجة، فإن المدربين البريطانيين غير قادرين على العمل في البلاد، ولكن فاطمة وزملاءها نجحوا في تدريب 15 ألف معلم، و30 مديراً مدرسياً، و20 مديراً لمنظمة غير حكومية. وتحدث هؤلاء مع 15 ألف طالب في المدارس حول هذا الموضوع.